إن قاتل علي عليه السّلام أشقى الناس
(السيوطى فى الدر المنثور) فى ذيل تفسير سورة و الشمس، قال
و أخرج ابن أبى حاتم و ابن مردويه و البغوى و أبو نعيم فى الدلائل عن عمار ابن ياسر قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (و آله) و سلم لعلى عليه السلام:
ألا أحدثك بأشقى الناس؟ قال: بلى، قال: رجلان اخيمر ثمود الذى عقر الناقة، و الذى يضربك على هذا- يعنى قرنه- حتى تبتل منه هذه- يعنى لحيته- قال: و أخرج الطبرانى و ابن مردويه و أبو نعيم مثله من حديث صهيب و جابر بن سمرة.
(خصائص النسائى صاحب الصحيح المعروف ص 39) روى بسنده عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا و على بن أبى طالب عليه السلام رفيقين فى غزوة العشيرة من بطن ينبع فلما نزلها رسول اللّه صلى اللّه عليه (و آله) و سلم أقام بها شهرا فصالح فيها بنى مدلج و حلفاءهم من ضمرة فوادعهم، فقال لى على عليه السلام: هل لك يا أبا اليقظان أن نأتى هؤلاء نفر من بنى مدلج يعملون فى عين لهم فننظر كيف يعملون؟ قال: قلت: إن شئت، فجئناهم فنظرنا إلى أعمالهم ساعة ثم غشينا النوم فانطلقت أنا و على عليه السلام حتى اضطجعنا فى ظل صور من النخل و فى دقعاء من التراب فنمنا فو اللّه ما أهبنا إلا رسول اللّه صلى اللّه عليه (و آله) و سلم يحركنا برجله و قد تربنا من تلك الدقعاء التى نمنا فيها فيومئذ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (و آله) و سلم لعلىّ
عليه السلام: ما لك يا أبا تراب؟ لما يرى عليه من التراب، ثم قال: ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول اللّه قال: احيمر ثمود الذى عقر الناقة و الذى يضربك على هذه- و وضع يده على قرنه- حتى يبل منها هذه- و أخذ بلحيته- (أقول) و رواه أحمد بن حنبل أيضا فى مسنده (ج 4 ص 262) و الحاكم أيضا فى مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 140) و الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار (ج 1 ص 351) و ابن جرير الطبرى أيضا فى تاريخه (ج 2 ص 123) بطريقين، و المتقى أيضا فى كنز العمال (ج 6 ص 399) و قال:
أخرجه البغوى و الطبرانى و ابن مردويه و أبو نعيم و ابن عساكر و ابن النجار.
(مستدرك الصحيحين ج 3 ص 113) روى بسنده عن أبى سنان الدؤلى إنه عاد عليا عليه السلام فى شكوى له شكاها قال: فقلت له: لقد تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين فى شكواك هذه فقال: لكنى و اللّه ما تخوفت على نفسى منه لأنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (و آله) و سلم الصادق المصدوق يقول: إنك ستضرب ضربة هاهنا و ضربة هاهنا- و أشار إلى صدغيه- فيسيل دمها حتى تخضب لحيتك و يكون صاحبها أشقاها كما كان عافر الناقة أشقى ثمود (قال الحاكم) هذا حديث صحيح على شرط البخارى (أقول) و رواه البيهقى أيضا فى (ج 8 ص 58) و ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة (ج 4 ص 33) باختلاف فى اللفظ، و غير هؤلاء أيضا من أئمة الحديث
(مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 130) روى بسنده عن عبد اللّه ابن سبع قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: لتخضبن هذه من هذه فما ينتظر بى الأشقى قالوا: يا أمير المؤمنين فأخبرنا به نبير عترته، قال: إذا تاللّه تقتلون بى غير قاتلى (الحديث)، (أقول) و رواه ابن سعد أيضا فى طبقاته (ج 3 ص 22) و الخطيب البغدادى أيضا فى تاريخ بغداد (ج 12 ص 57).
(طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 21) روى بسنده عن أبى الطفيل قال: دعا على عليه السلام الناس إلى البيعة فجاء عبد الرحمن بن ملجم المرادى فرده مرتين، ثم أتاه فقال: ما يحبس أشقاها لتخضبن (أو لتصبغن) هذه من هذا- يعنى لحيته من رأسه- ثم تمثل بهذين البيتين.
أشدد حيازيمك للموت فان الموت آتيك
و لا تجزع من القتل إذا حلّ بواديك
(أقول) و رواه الطحاوى أيضا فى مشكل الآثار (ج 1 ص 352) و قال فيه: ما أنجس أشقاها، أى بتقديم النون على الجيم، و لعله من تحريف الناسخ أو الطابع، فلاحظ، و رواه ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة (ج 4 ص 35).
(الطبقات أيضا ج 3 القسم 1 ص 22) روى بسنده عن عبيدة قال: قال على عليه السلام: ما يحبس أشقاكم أن يجىء فيقتلنى اللهم قد سئمتهم و سئمونى فأرحهم منى و أرحنى منهم.
(الطبقات أيضا ج 3 القسم 1 ص 22) روى بسنده عن عبيد اللّه إن النبى صلى اللّه عليه (و آله) و سلم قال لعلى عليه السلام: يا علىّ من أشقى الأولين و الآخرين؟ قال: اللّه و رسوله أعلم، قال: أشقى الأولين عاقر الناقة و أشقى الآخرين الذى يطعنك يا علىّ- و أشار إلى حيث يطعن.
(تاريخ بغداد للخطيب البغدادى ج 1 ص 135) روى بسنده عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (و آله) و سلم لعلى عليه السّلام:
من أشقى الأولين؟ قال: عاقر الناقة، قال: فمن أشقى الآخرين؟ قال: اللّه و رسوله أعلم، قال: قاتلك، (أقول) و ذكره المتقى أيضا فى كنز العمال (ج 6 ص 398) و قال: أخرجه ابن عساكر، و ذكره الزمخشرى أيضا فى الكشاف
و الفخر الرازى فى تفسيره الكبير كلاهما فى ذيل تفسير قوله تعالى: (هذِهِ ناقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَ لا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) فى سورة الأعراف.
(أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 34) روى بسنده عن صهيب قال: قال على عليه السلام: قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه (و آله) و سلم:
من أشقى الأولين؟ قلت: عاقر الناقة، قال: صدقت، قال: فمن أشقى الآخرين؟ قلت: لا علم لى يا رسول اللّه، قال: الذى يضربك على هذا- و أشار بيده إلى يافوخه- و كان يقول: و ددت أنه قد انبعث أشقاكم فخضب هذه من هذه- يعنى لحيته من دم رأسه- (أقول) و ذكره المتقى أيضا فى كنز العمال (ج 6 ص 411) و قال: أخرجه ابن عساكر، و ذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة (ج 2 ص 248) و قال: أخرجه أبو حاتم و الملا فى سيرته، و ذكره ابن عبد البر أيضا فى استيعابه (ج 2 ص 407) و ذكره العسقلانى ايضا فى فتح البارى ج 8 ص 76 و قال اخرجه ابو يعلى باسناد لين و عند البزار باسناد جيد
(الثعلبى فى قصص الأنبياء ص 100) روى بسنده عن الضحاك بن مزاحم قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (و آله) و سلم: يا علىّ أتدرى من أشقى الأولين؟ قال: قلت: اللّه و رسوله أعلم، قال: عاقر الناقة، قال:
يا علىّ أتدرى من أشقى الآخرين؟ قال: قلت: اللّه و رسوله أعلم قال: قلتلك.
(كنز العمال ج 6 ص 412) قال: عن على عليه السلام، قال:
أخبرنى الصادق المصدوق أنى لا أموت حتى أضرب على هذه- و أشار إلى مقدم رأسه الأيسر- فتخضب هذه منها بدم- و أخذ بلحيته- و قال:
يقتلك أشقى هذه الأمة كما عقر ناقة اللّه أشقى بنى فلان من ثمود، فنسبه رسول اللّه صلى اللّه عليه (و آله) و سلم إلى فخذه الدنيا دون ثمود، قال:
أخرجه عبد بن حميد و ابن عساكر.
(كنز العمال أيضا ج 6 ص 412) قال: عن سعيد بن المسيب قال:
رأيت عليا عليه السلام على المنبر و هو يقول: لتخضبن هذه من هذه- و أشار بيده إلى لحيته و جبينه- فما حبس أشقاها؟ فقلت: لقد ادعى على عليه السلام علم الغيب فلما قتل علمت أنه قد كان عهد اليه، قال: أخرجه ابن عساكر.
(نور الأبصار للشبلنجى ص 97) قال: و فى الفصول المهمة قيل:
و سئل على عليه السلام و هو على المنبر فى الكوفة عن قوله تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) فقال: اللهم غفرا هذه الآية نزلت فىّ و فى عمى حمزة و فى ابن عمى عبيدة ابن الحارث بن عبد المطلب، فأما عبيدة فانه قضى نحبه شهيدا يوم بدر، و أما عمى حمزة فانه قضى نحبه شهيدا يوم احد، و أما أنا فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذا- و أشار إلى لحيته و رأسه- عهدا عهده إلى حبيبى أبو القاسم صلى اللّه عليه (و آله) و سلم، (أقول) و ذكره ابن حجر أيضا فى صواعقه (ص 80).
اقتباس:فضائل الخمسة، الفيروزآبادي ،ج3،ص65الی 68